رواية الهروب من المكتوب الفصل السابع 7 والاخير الجزء الثاني بقلم سالي

رواية الهروب من المكتوب الفصل السابع 7 والاخير الجزء الثاني بقلم سالي

 

#الهروب_من_المكتوب. #الفصل_الثاني. 7


في عشية اليوم الذي قبل موعد ذهاب نورة للكشف لها مرة اخرى عن حملها. جاء عثمان زوج خديجة و اختها  خولة مع زوجها ناصر لزيارة المريضة بعد ان راسلهم هاشم واعلمهم بخبر كسورها. وماإن سمعوا حتى اتوا مسرعين. وكم عاتب عثمان هاشم انه لم يراسله في اليوم الذي وقع فيه الحادث لزوجته. 


اما خولة فطلبت من اختها ان تاخذها معها لمنزلها كي تقوم برعايتها جيدا حتى تفك جبرها ثم تعود لديارها. بعد الاخذ والرد قبلت خديجة بالإقتراح  فقط لكي تخفف العبء عن نورة   وقبل رحيلهم إنفردت خديجة بهاشم وتأسفت على ماأحدثته من بلبلة ومشاكل.فغيرتها والحقد اعمو بصيرتها  كما اخبرته ان نورة بريئة وشريفة مما لفقته إياها. وهي من ارسلتها في ذلك الصباح كي تنظف الإسطبل. وبما انها في مرحلة الوحم فطبيعي انها لاتتحمل الرائحة الكريهة وكثرة التعب لذلك اغشي عليها وزياد هو من قام بمساعدتها فقط.. كما نصحته ان لايفقد نورة من يديه فهي إنسانة طيبة وكريمة ومسامحة نادرة الوجود مثلها. 





لم يستطع هاشم ان يبدي برأيه لأخته أو حتى يلومها على كل مافعلته وغيرت بسببها مجرى حياته للاسوء   بل كانت كل الافكارالسيئة التي تراوده عششت داخله  وكل الوساوس الشيطانية تمكنت منه. وكل ماهمه في تلك الاثناء ليزيح الشك عنه هو التأكد ان مافي بطن نورة من صلبه  . 

وفي الصباح إستقل هاشم ونورة عربة اجرة وتوجها نحو عيادة خاصة بالمدينة. بينما الشيخ إعتذر عن الذهاب معهم متحججا ان صابر لايدعه بمفرده. 


طيلة الطريق نورة وهاشم صامتان لااحد يتجرأ المبادرة بالحديث مع الآخر غير الانظار التي تقوم بالسرقة بينهما لتطفىء بعض الشوق الذي ألم بقلبيهما. 

وبعد الفحص والقيام بالتحاليل كان عليهما الإنتظار قليلا لتخرج النتائج. هنا فقط خرج اخيرا هاشم عن صمته وطلب من نورة ان يخرجا للمدينة ليقوما بتناول وجبة الغذاء.. ورغم رفض نورة للفكره إلا ان هاشم اصر عليها واقنعها ان مشوار العودة طويل وهي في حالتها هذه لاتستطيع تحمل الجوع ومشقة الطريق.. فوافقت بعدها. 

كان المطعم الذي إختاره هاشم يقدم المشاوي على انواعها. فطلب تشكيلة منها وكأنه دون وعي منه يريد من نورة ان ترم عظمها وتقتات جيدا لتكسب قليلا من القوة. وهنا كانت المواجهة الحتمية بينهما. 

_إسأل ياهاشم السؤال الذي طالما اردت جوابه..  انت وأنا الان لوحدنا وقل مايحلوا لك من شتائم حتى تبرد لهيب غضبك.. 

ألست تريد ان تقول. هل خنتني مع زياد ام لا..؟! 

وانا سأجيبك في كل الاحوال .. لو اردت ان اخونك مع رجل آخر  لما تزوجت بك من الاول. لكانت حريتي تجعلني افعل مااشاء ومع من اشاء. 

صعق هاشم مما تقوله نورة من جرأة في الكلام وهي تكمل وتقول.. 






_صحيح انا ليس لي ماضي مشرف ولكن ليس بهذا انني إمرأة خارجة عن القانون. وإن أخطأت مرة فهذا لايعني ايضا انني ساظل مكتوب على جبيني خطياة الماضي وكلما اراد احد ان يبتليني بالقذارة سأجد نفسي محكوم علي بالإعدام قبل ان اثبت براءتي.. وانت ياهاشم هذا مافعلته بالضبط حكمت علي بالموت قبل ان تسمع مني وصدقت غيري قبل ان تتحقق منه. 

حتى وان ثبت انت ماجأت عليه الآن   فتأكد لن تكون لي عودة معك.. فانت ياهاشم ظلمتني واحرقت قلبي بفعلتك وأن قبلت الزواج بك يوما. ظننت انني سأجد اخيرا الرجل الذي فقدته طيلةحياتي رجل يأويني ويحترمني ويعوضني عن كل الاسى الذي مررت به منذ صغري.. لكني كنت مخطأة فانت اثبت لي ان الجميع مثل بعضهم البعض فلا احد يحب إلا نفسه وكفى.. إنتهيت من الغذاء دعنا نذهب حان الوقت لتعلم حقيقة من والد الصبي. 

كعادته هاشم إبتلع لساته امام نورة وكم إستشعر بالضعف امامها كي يثبت عكس ماقالته.. 


اخذ هاشم من الممرضة النتائج وطلب منها ان توضح له كم اسبوعا بالضبط لدى الجنين.. فاخبرته بالتقريب اربعة اسابيع قرابة اكثر من شهر.بقليل هنا تنفس هاشم الصعداء وظهرت الحقيقة امامه أخيرا. اما نورة فكانت تمسك نفسها بالقوة عن البكاء فهي في نفسها في تلك اللحظة أهينت كرامتها شر إهانة. 


عاد هاشم إلى المنزل وهو متجهم الوجه وبيده ورقة نتيجة الفحص. 

_مرحبا يابني مالذي اصابك..؟! واين هي نورة

_نورة لم تتخلى عن شرطها بطلبها العودة إلى عمتها

_وكيف لبيت لها طلبها.. وقبل كل شيء ماهي النتيجة اراك متجهم الوجه.؟! 

_كل هذا الوقت ياوالدي قمت بظلم نورة بأبشع التصرفات مني.. هي بريئة والتوأم من صلبي

اخذ يبكي هاشم من كثرة إختلاطه للمشاعر.. فرحة مع ندم كبير بخسارة نورة على يديه. 

_مبارك يابني. توأم الحمد لله على كرمه وعطائه.. 

لابأس عليك يابني كل هذا سيمر.وعليك بالصبر قليلا حتى تهدأ نورة وترتاح من كل الاسى الذي مرت به ونعيدها إلى دارها ثانية.. ذكرت لك ياهاشم سابقا ان زوجتك بريئة ولكن انت الشيطان تملكك.. نورة منذ رايتي لها اول مرة علمت انها طيبة القلب وطاهرة من كل قبح. ولايمكن لنظرتي بالشخص ان تخطىء   وخطأها الوحيد السابق لايحكم عليها للابد انها سيئة. 






بعد مرور الايام أصبح المنزل خاو لايطاق من سكونه وهدوئه وكأنه منزل لايدب فيه الحياة. فصابر بين الفين والآخر يذكر نورة وتعتريه نوبة بكاء بالكاد تنتهي حتى تعود نوبة اخرى. حتى هاشم اصبح هزيلا لايشتهي للاكل وشارد طول الوقت. وعندما راى الشيخ انه سيخسر عائلته الصغيرة ذهب خلسة إلى نورة وحكى لها كل مايعانيه إبنه وخاصة صابر الذي دخل في إكتآب مزمن ولاينام حتى في الليل يهلوس بوالدته ويذكر دائما إسمك معها.. 

فطر قلب نورة على صابر ووالده ولكن نفسيتها مازالت تعبة ومجروحة مما مرت به سابقا. فاستسمحت الشيخ وقبلت رأسه إحتراما له واعربت ان مجيأه على عينها ورأسها ولكن طلبت منه ان يمهلها بعضا من الوقت لكي تنسى قليلا وبعدها  يكون ماشاء الله فعله. 

إحترم الشيخ ردها وانتظر حتى مرت ايام اخرى بلياليها  وطلب من هاشم أن يحاول مرة اخرى وعليه المطالبة بأن تغفر له سوء ظنه بها وهو يكاد على يقين أنها ستسامحه اقل شيء من اجل صابر الذي تحبه من قلبها.. وقال له إن وافقت على العودة فلا يجب العودة على الفورهنا. بل عليهما إحياء ماخسراه    مع بعضهما البعض  في المنزل الآخر بمفردهما حتى يعودا كما كانا وافضل


وبالفعل ذهب هاشم لنورة طالبا السماح والمغفرة منها واخذ معه هدية لاتخطر على البال والخاطر ربما بها قد يروق قلبها وتقبل بالعودة معه.. 

_قبل ردك يانورة عليك ان تفتحي هذه الهدية. إن لم تنل إعجابك فسوف اخرج من هنا دون عودة اعدك بذلك. 

نظرت نورة مطولا إلى هاشم وارتعب جسمها انها ستفقده حقا بعنادها ثم فتحت الهدية واندهشت بما فيها. 

_ثوب العرس!! ايعقل حقا حتى الآن لم تنسى ذاك اليوم الذي افصحت لك عن مناي؟! 

_وكيف انسى وهي امنيتك التي بعدم تحقيقها افسدت بهجتك يوم عرسنا.   ربما هو شؤم بعدم إرتدائك له وبسببه حدث لنا كل ماحدث.. لااعلم ربما ذاك السبب او ربما لا. 






'ليس هو ياهاشم من كان السبب بل قلة الثقة مابيننا والقدر كذلك له دورا في ذلك. 

_وماجوابك يانورة..؟! هل من فرصة اخرى لنا على الحلوة والمرة سوى..؟! 

بعد صمت قليل نهضت نورة من امام هاشم..... 

_إلى اين يانورة..؟! 

_إنتظرني حتى ارتدي ثوب العرس. فاليوم يوم زفافي بك وسأنسى زيجتي بك السابقة. 

خرجت نورة مع هاشم وهي مرتدية الثوب الذي طالما حلمت به على زغاريد عمتها وبناتها وعادا معا إلى منزلهما ليقضيا احلى الايام مع بعضهما البعض


وبعد مرور تسعة اشهر رزقت نورة بالتوأمين عاصي وعصام وكانت الفرحة الكبرى لجميع افراد الاسرة   واثناء ولادتها قام هاشم بجلب اخته خديجة وزوجها عثمان على طلب من نورة وعند حضورهما قدمت لهما امنية مستحيلة تصديقها. حيث نورة بإتفاق مع زوجها منحت إبنها عاصي وهو لحمة طرية إلى خديجة كي تقر عينها به وتربيه كإبنها لأنه هو فعلا من دمها ولحمها من إبن اخيها الذي يحبها ويتألم من اجلها لانها حتى الان لم تذق طعم الامومة التي اتعبتها اكثر في حياتها. 

إستقبلت خديجة وعثمان الصبي بدموع الفرحة التي  لم تخطر في بالهما قط حدوث امر كهذا فاحتضنت الصبي إلى صدرها كانها ولدته هي للتو من بطنها. 


قام الشيخ بوليمة كبيرة بمناسبة هلول حفيديه للحياة وعزم فيها كل الاهل والاحباب حتى والد نورة وإخوتها حضروا اليوم السعيد الذي ارخ بتاريخ العائلة كلها. 

#النهاية. 


Sali Sila


تمت               

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا ع التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×